قسم الإعلام:
يعتبر سوق الزاوية وجهة الغزاويين للتسوق وأكثر الأسواق شعبية وحيوية في مدينة غزة، وتمثل زيارته احدى الطقوس الرمضانية اليومية بالنسبة لهم، إذ تختلط أصوات البائعين، وتتزين أبواب المحال بالبضائع المتنوعة التي تضفي رونقا ً خاصا ًعلى جو التسوق هناك.
في سوق "الزاوية" الواقع بين شارعي عمر المختار والوحدة وسط المدينة، ترى مناظر أصيلة تعبر عن عراقة المكان، فهو من أقدم الأماكن الأثرية في المدينة، كما يعد أقدم أسواق المدينة، ويرجع تاريخ انشاء السوق إلى عصر المماليك، وتعود التسمية إلى مجموعة من الزوايا والأركان التي يتميز بها.
يجسد أصالة المكان والتاريخ
يتجول المواطن يوسف سكر في أزقة سوق الزاوية، ويقول إنّ "السوق يتميز بطراز قديم جميل، ويجسد أصالة المكان والتاريخ، فهو يضم ملمح معماري متكامل، مما يجعله أكثر الأسواق شعبية وحيوية في القطاع".
ويضيف سكر، "السوق مركزيٌ بالنسبة للغزاويين، إذ تتوفر فيه معظم المستلزمات الحياتية التي يحتاجها المواطنون في حياتهم اليومية من أصناف الطعام والشراب وغيرها"، مبينًا أنّه " يعد مزارا للمواطنين خصوصًا في شهر رمضان والأعياد وله أجواءه الخاصة في مختلف المناسبات".
مكانة روحية
وبشأن المسجد العمري الكبير الملاصق للسوق، الذي يعتبر من أهم المعالم الإسلامية في فلسطين، وأول وأكبر وأعرق مساجد قطاع غزة، وله تاريخ كبير يعود إلى أكثر من 3 آلاف سنة.
يشير المواطن سائد حمدان، إلى أنّ المسجد "عظيم البناء والقيمة الأثرية وجميل الشكل والهندسة"، لافتًا إلى أنّه "يمتلئ في رمضان بالمصلين من مختلف المحافظات، إذ يتمتع بهيبة ومكانة روحية خاصة تجعل المصلي يشعر بأنّه في رحاب المسجد الأقصى".
مخطط البلدية
ونظرًا لأهميته التاريخية والتراثية، تسعى بلدية غزة إلى إعادة ترميمه وتطويره، وذلك ضمن جهودها للحفاظ على المناطق الأثرية في المدينة.
بدور قال مدير وحدة التخطيط والاستثمار في بلدية غزة، م. ماهر سالم، ان البلدية جهزت مخططات كاملة لترميم وتطوير منطقة سوق الزاوية في البلدة القديمة"، مضيفًا انها شمل ترميم الواجهات وتحسين البنية التحتية، وتركيب إنارة، إضافة لإنشاء سقف يسمح بدخول الإنارة للسوق، مبيناً أن "البلدية تسعى للتعاون مع مؤسسات تعنى بتمويل مثل هذه المشاريع".
ويشير سالم، إلى أنّ المخطط يشمل أيضا صيانة أزقة السوق وتوحيد للممرات والمداخل والواجهات والمخارج، وإنشاء سقف مُوحد لكل السوق بطابع إسلامي يتضمن أقواسا للحماية من الشمس، وتزويد المحلات بالطاقة البديلة".
ويلفت سالم، إلى أنّ المخطط لا يشمل إزالة لأي من المحال التجارية الموجودة في سوق الزاوية"، موضحاً أنّ البلدية تعمل بجهود كبيرة من أجل الارتقاء بالمدينة ضمن سياستها لتوفير سوق حديث يضمن راحة المواطنين والتجار، وبمواصفات بيئية مناسبة".
ويُشار إلى أنّ بلدية غزة تبذل جهودها من أجل تحقيق نهضة تنموية عصرية في أسواق المدينة مثل سوق الزاوية وفراس التي تعكف على إعادة ترميمهما بشكل حديث، إضافة لتحقيق رؤيتها في الحفاظ على الأماكن التاريخية والأثرية..
جديرٌ بالذكر أنّ قطاع غزة يحتوي على عشرات المواقع الأثرية مثل مدرسة الزهراء، والمسجد العمري الكبير، وقلعة برقوق، ومسجد حاكم الولاية وعشرات الكنائس، والمنازل الأثرية.