قسم الإعلام:
عقدت بلدية غزة، لقاءً تشاوريًا مع المستشارين وذوي الخبرة وممثلين عن القطاع السياحي والأكاديميين وأصحاب العلاقة في مركز رشاد الشوا الثقافي غرب المدينة، لمناقشة المخطط التفصيلي لإدارة الواجهة البحرية لمدينة غزة برؤية جديدة.
وعرضت البلدية مخططها التفصيلي لإدارة الواجهة البحرية وتوزيع استخدامات الأراضي، ووزعت نسخة من المخطط على الحضور لدراسته وإبداء آرائهم وملاحظاتهم.
وأكد رئيس البلدية د. يحيى السراج، على أهمية تطوير الواجهة البحرية لمدينة غزة التي تشكل المتنفس الأول لسكان المدينة، مشددًا على أهمية تظافر الجهود للحفاظ على المرافق العامة وتطويرها بما يخدم المدينة وسكانها، مبيناً أن الواجهة البحرية لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه، رغم وجود عدة محاولات سابقة لتطويرها.
وأضاف: "المحاولة الأخيرة التي قادها المجلس البلدي العام الماضي، كانت نقلت الواجهة البحرية من حال صعب إلى حال أقل صعوبة، لكن هذه التجربة أثبتت أنه يجب أن نتعلم من اخطائنا والانتقال بسرعة إلى خطة أكثر طموحًا ودقة في التنفيذ والتفاصيل".
وأوضح السراج أن البلدية توافقت هذا العام مع مختلف الجهات على شكل خطة تطوير وإدارة الواجهة البحرية لكنها لم تتفق بعد على أدوات التنفيذ وصلاحيات كل طرف، مبينًا أن تنازع الصلاحيات في الواجهة البحرية من أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ مخططات البلدية التطويرية.
ونوه إلى أن خطة تطوير وإدارة الواجهة البحرية لا تزال قيد التطوير بالتشاور مع كافة القطاعات المجتمعية وأصحاب العلاقة والمختصين، رغم أن البلدية وضعت لمسات تفصيلية، مبينًا أن تنفيذ هذه الخطة التطويرية قد يستغرق سنوات عديدة، ويتطلب مبالغ مالية طائلة وتكاتف للجهود. وشكر صحيفة فلسطين على رعاية هذا اللقاء المهم ومعالجة القضايا المجتمعية بشكل مهني عبر صفحاتها.
شراكة مجتمعية
بدوره؛ أثنى رئيس مجلس إدارة صحيفة فلسطين راعية اللقاء د. يوسف رزقة، على سياسة الباب المفتوح التي ينتهجها رئيس بلدية غزة د. يحيى السراج، وإشراك المجتمع المحلي في عملية صنع القرار وتنفيذه وتخطيط المشاريع التطويرية والاخذ بآراء المختصين والخبراء وأصحاب العلاقة.
من جهته؛ أكد عضو المجلس البلدي م. هاشم سكيك، أن مجلس بلدية غزة أخذ على عاتقه منذ توليه مهامه في أغسطس/ آب 2019م، تطوير أحياء المدينة وبنيتها التحتية والممتلكات والمرافق العامة، بشكل يليق بتضحيات وصمود شعبنا الفلسطيني، في مقدمتها الواجهة البحرية المتنفس الأول للسكان.
وأوضح سكيك أن البلدية انتهت من إعداد مخطط تفصيلي لإدارة الواجهة البحرية برؤية جديدة بعد إجراء الدراسة والتقييم للواجهة الحالية وتحديد الإيجابيات والسلبيات، لتكون أكثر ملاءمة ولتجاوز ثغرات الوضع الحالي.
وأشار إلى تشكيل المجلس البلدي لجنة لدراسة وتطوير الواجهة البحرية بالتعاون مع مهندسين واستشاريين مختصين بالتطوير الحضري والعمراني، واستعرض خطوات العمل والتخطيط والتشاور في كل مرحلة من مراحل الخطة منذ البداية وحتى يومنا هذا.
رؤية جديدة
من ناحيته أفاد رئيس قسم التخطيط الحضري م. مهند الصفدي أن المخطط الجديد صُمم برؤية استراتيجية بعيدة المدى، وسيتنفَّذ على مراحل؛ بحيث سيكون أي تدخل في الواجهة البحرية ضمن المخطط الجديد وبرؤية واضحة.
وبين أن المخطط يتضمن جملة من التعديلات التي تم إدخالها لتجاوز ثغرات الواجهة البحرية وتلبية حاجة المصطافين بما يشمل جميع شرائح المجتمع أبرزها: توسيع الممشى "الكورنيش" من الشاليهات شمالاً وحتى تقاطع 10 جنوباً ليصبح عرضه 10 أمتار.
ولفت إلى تخصيص مناطق مفتوحة للمواطنين بنسبة تزيد على 50% على طول الواجهة البحرية الممتدة من الشاليهات شمالاً حتى تقاطع شارع 10 جنوباً بطول 2600 متر، حيث بدأت البلدية بتهيئة مناطق ومساحات حرة للمواطنين على طول الكورنيش، ووضع مقاعد خرسانية، وتشجير المساحات الحرة لتتيح الجلوس لأكبر عدد من المواطنين على الشاطئ والكورنيش.
وتشمل المساحات الحرة –حسب الصفدي- مساحات للاستخدامات الرياضية بالتنسيق مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة في المنطقة الواقعة بين تقاطع شارع الرشيد مع شارع عون الشوا المعروف بشارع 8، وتقاطع شارع 10 جنوباً.
منسوب أقل
وبينت أنه سيتم تخصيص جزء للاستراحات التي ستكون أيضاً بمنسوب أقل من منسوب الكورنيش لضمان عدم حجب رؤية البحر عن المارين على كورنيش البحر أو الشارع، وكذلك وضع الأكشاك بشكل متعامد على شاطئ البحر وشارع الرشيد بما يؤدي لتقليل عددها على الواجهة البحرية.
وأوضح أنه بعد توسعة الكورنيش ستزيد المساحة المخصصة لمواقف السيارات على طول الواجهة ما يتيح مساحة أكبر لوقوف سيارات المواطنين مقارنة بالوضع الحالي وهناك حاجة لتوفير مواقف إضافية في بعض المناطق.
وراعى المخطط الجديد عملية تقسيم الاستراحات إلى عدة مستويات لتلائم جميع الشرائح وتناسب احتياجاتهم وتحقق واجهة أفضل للمدينة.
وأوضح أن البلدية تتابع حالياً اعتماد المخطط مع الجهات الحكومية المختصة وترتيبات خطوات تنفيذه وجهوزية إدارة الواجهة استعداداً لفصل الصيف المقبل الذي يشهد في الكورنيش حركة كثيفة للمصطافين.
ودار نقاش وحوار معمق بين البلدية والحضور، وتقديم مقترحات مختلفة لتطوير المشروع بما يشكل إضافة نوعية في الخدمات المقدمة للمصطافين على شاطئ البحر.
آراء الحضور
من ناحيته؛ شكر عميد كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية د. فريد القيق، مجلس بلدية غزة على جهوده الكبيرة في تحسين واقع مدينة غزة والبيئة المعيشية والانجازات التي يلمسها كل مواطن في مدينة غزة، وفي مقدمتها تطوير الواجهة البحرية، رغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة ومحدودية الموارد.
وأوضح القيق أن مشكلة الواجهة البحرية تتمثل في محدودية الجزء المخصص للعامة، مشددًا على أهمية تعزيز التنمية المجتمعية وتشجيع المبادرات المجتمعية لتجميل الشريط الساحلي وتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على شاطئ البحر والواجهة البحرية، مشيدًا بدعم بلدية غزة للكثير من المبادرات الشبابية والمجتمعية بهذا الخصوص.
كما شكر الخبير والمختص في الشأن الاقتصادي عمر شعبان، بلدية غزة على انتهاج سياسة التشاور والشراكة مع المجتمع المحلي في تنفيذ وتخطيط المشاريع التطويرية، داعياً البلدية إلى تحديد هوية موحدة للشريط الساحلي والمنشآت الموجودة في المكان.
وشدد على ضرورة تعزيز ثقافة الحفاظ على نظافة الشاطئ والكورنيش لدى المواطنين والمصطافين من خلال تعزيز الأنشطة والمبادرات المجتمعية وإشراك الشباب في هذا الموضوع، ضمن سياسة البلدية في تعزيز العلاقة مع المجتمع للحفاظ على الواجهة البحرية، مؤكدًا على أهمية تعزيز علاقة البلدية مع مؤسسات المجتمع المدني في تطوير الواجهة البحرية.
مدير تحرير صحيفة فلسطين مفيد أبو شمالة أكد على أهمية تطوير الواجهة الشرقية لشاطئ البحر والمرتبطة بالمباني والمنشآت الموجودة على الجهة الشرقية لشارع الرشيد لارتباطها بشكل وثيق بالكورنيش والواجهة البحرية، وستضيف لمسة جمالية على المخطط المقترح.
ووعد رئيس البلدية بأخذ المقترحات والملاحظات بعين الاعتبار في تعديل المخطط التفصيلي للواجهة البحرية.
يذكر أن هذا اللقاء أحد اللقاءات التي تنفذها بلدية غزة مع كافة الجهات ذات العلاقة في عملية تطوير الواجهة البحرية وصولا الى مخطط تشاركي يساهم الجميع في وضعه.