إعلام البلدية:

أكد رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة رئيس بلدية غزة د. يحيى السراج، أهمية توحيد الجهود وتعزيز التعاون بين كافة الجهات المعنية من أجل تقديم استجابة إنسانية فعالة ومستدامة لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وتحديد التدخل المطلوب عملياً، وتوضيح جهود التعافي المبكر الواجبة فور توقف العدوان.

وقال في كلمة مسجلة بالفيديو ألقاها خلال ورشة نظمها مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، وجامعة واسيدا اليابانية وجامعة نورث ويسترن في قطر، بعنوان "أصوات من أجل غزة: فعالية الاستجابة الإنسانية وآفاق التعافي المبكر"، وعقدت في العاصمة القطرية الدوحة يومي السبت والأحد 22 – 23 يونيو حزيران، بحضور خبراء ومختصون وأكاديميون في مجالات الطوارئ وإعادة الإعمار.

 

استهداف غير مسبوق

وأضاف رئيس البلدية أن قطاع غزة تعرض لاستهداف ممنهج وغير مسبوق لكل المرافق الحيوية، حيث شمل ذلك معظم القطاعات كالخدمات الطبية والتعليمية والبلدية وقطاع الاتصالات والمواصلات ومراكز المدن والأسواق، بالإضافة إلى استهداف القطاع الخاص، مما أدى إلى تعقيد الواقع نتيجة العدوان المستمر والدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والخدمات الأساسية.

وتابع أن مدينة غزة لم تشهد في تاريخها الحديث مثل هذا الحجم من الدمار والتحديات، حيث لم تسلم المستشفيات ولا المدارس والمساجد والكنائس والمباني الأثرية وآبار وخزانات وشبكات المياه ومحطات التحلية ومحطات وشبكات الصرف الصحي ومياه الامطار، والأسواق، والحدائق، والمراكز الثقافية، ومراكز الأطفال، والمحال التجارية والشوارع؛ لم تسلم جميعها من التدمير، بالإضافة الى قطع امدادات المياه والكهرباء الواردة من الشركات "الإسرائيلية" منذ أكتوبر 2023.

وأكد أن صمود البلديات منذ بداية العدوان، واستمرارها في تقديم الخدمات وفق ما يتوفر لديها من إمكانات، كان أحد أهم عوامل صمود المواطنين في قطاع غزة، إلا أن الأضرار الهائلة التي لحقت بخدمات البلديات كان له آثار كارثية على المواطنين، فقد أدى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي إلى تفاقم الأزمات الصحية وزيادة انتشار الأوبئة والأمرائ ومخاطر تلوث الخزان الجوفي. كما أن تضرر خدمات جمع النفايات تسبب في تكدس آلاف الأطنان من النفايات في الشوارع، مما زاد من التلوث البيئي والمخاطر الصحية.

 

ظروف استثنائية

وأوضح أن العدوان غير المسبوق جعل البلدية تعمل في ظروف استثنائية، وهذا يدعونا لاتباع منهجية وفلسفة خاصة في إعادة الإعمار، ترتكز على التخطيط المستدام والشامل لمستقبل المدينة والاستفادة من المساحة المتوفرة والمحدودة وتعزيز دور القطاع الخاص، مبيناً أن رؤية بلدية غزة لاتسعى فقط لإعادة بناء ما دمره الاحتلال، بل لبناء مدينة أفضل وأكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.

وأضاف أن بلدية غزة تؤمن بأهمية مشاركة المجتمع المحلي في عمليات التخطيط والتنفيذ لضمان تحقيق تنمية شاملة ومستدامة. وهدفنا المستمر والدائم هو تحسين جودة الحياة لجميع المواطنين وتوفير بيئة صحية وآمنة وجعل مدينة غزة مدينة حضارية اقتصادية مبدعة تساهم في خدمة الحضارة الإنسانية حول العالم.

وقال: إن بلديات قطاع غزة تعاني من حصار طويل منذ عام 2007، تولد لديها بسبب العدوان قائمة طويلة من الاحتياجات والمستلزمات لتحقيق استجابة فاعلة تلبي احتياجات المواطنين، موضحاً أنه تم تقسيم هذه الاحتياجات إلى ثلاث مراحل وهي المرحلة الطارئة، والمرحلة العاجلة، والمرحلة المتوسطة،

 

مجالات الاحتياجات

وأوضح ان هذه الاحتياجات تتوزع على المجالات التالية: توفير الطاقة إمدادات الكهرباء وتوفير كميات كافية من الوقود ومولدات الكهرباء وأنظمة الطاقة المتجددة لتشغيل مرافق البلدية، والبنية التحتية وتشمل إعادة بناء وصيانة البنية التحتية المدمرة، وتوفير الآليات والمركبات الثقيلة والمتوسطة التي تقوم بالمهام العاجلة كإزالة الركام وفتح الشوارع، بالإضافة إلى الدعم الفني، الرعاية النفسية والاجتماعية.

ولفت أن تحديات وأهداف إعادة الإعمار كبيرة، وأن السبيل الوحيد لتحقيق تلك الأهداف هو وقف العدوان وتعاوننا وتكاتفنا جميعاً لنتمكن من بناء مستقبل أفضل لغزة وأهلها.

وقدم رئيس البلدية مقترحا يضم رؤية وفلسفة البلدية حول استراتيجية إعادة اعمار مادمره الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان وأهم الاحتياجات العاجلة التي تحتاجها بلديات القطاع لإعادة إعمار المرافق والبنية التحتية وتوفير الخدمات للمواطنين.

وشكر رئيس بلدية غزة كافة القائمين والمنظمين للورشة وأهمية استمرار النقاش والحوار حول سبل إعادة الحياة وإعمار قطاع غزة بشكل عاجل وتوفير الخدمات الإنسانية للمواطنين لاسيما خدمات المياه وجمع النفايات والصرف الصحي وباقي الخدمات الإنسانية الأخرى.