إعلام البلدية

أعادت بلدية غزة " بهو " مبنى رئاسة البلدية في المقر الرئيس بميدان فلسطين إلى وضعه التاريخي والأثري، حيث أجرت أعمال ترميم شاملة للبهو من الداخل، ضمن رؤية البلدية والمجلس البلدي، في تعزيز الهوية البصرية للمدينة والاحتفاء بموروثها الحضاري والتاريخي.

وذكرت البلدية أن أعمال الترميم جرت في بهو الطابق العلوي للمبنى استجابةً لمعالجة تسرب المياه من مرافق الخدمات المتمثلة في دورات المياه والمطبخ نتيجة عدم صيانتها لفترات طويلة، وتركزت الأعمال على استبدال شبكات المياه وعزل مصادر المياه الداخلية للمبنى وكشف الحجارة التاريخية للقاعة الرئيسية للمبنى ومعالجة باقي المناطق المجاورة بنظام الاحتواء.
 

العمل بأسلوبين

وشملت أعمال الترميم العمل بأسلوبين للحفاظ على المبنى وإبراز وضعه التاريخي والأثري وتمثل الأسلوب الأول؛ العمل بأسلوب الاحتواء والحفاظ على الجدران التاريخية وعزلها عن المحيط باستخدام جسور معدنية تثبت عليها ألواح من الجبص يتم دهانها وتشطيبها بصورة تتيح الاستخدام المريح للفراغ وبصورة تحفظ الجدران التاريخية.

وتابعت أنه تم استخدام طريقة الكشف عن الحجارة التاريخية وتنظيفها من الاسمنت والجبص في بهو المدخل في الأسلوب الثاني من أعمال الترميم وفق المراحل التالية؛ كشف وتنظيف الحجارة التاريخية من الإضافات المستحدثة وإعادته إلى الحجر الرملي الأصيل للمبنى، واستبدال الحجارة المتضررة في الجدران والأعمدة من نفس الحجارة الأصلية للمبنى، بالإضافة إلى إعادة بناء الأجزاء المتهدمة والمتكسرة من الجدران والأقواس.

وكذلك شملت أعمال الترميم، معالجة الحجر الرملي برشه وغسله بالمياه النقية لعدة مرات وإزالة الشوائب عنه، وتكحيل الفواصل بين الحجارة الرملية باستخدام " المونة " التقليدية، والعمل على تصميم الأجزاء المستحدثة في القاعة من غرف بنيت باستخدام الطوب الإسمنتي والأرضية والأسقف بصورة تتناسب مع المحيط التاريخي وتعكس الفكر المعاصر لبلدية غزة، بالانطلاق من جذور المدينة نحو مستقبلها.

 

تاريخ المبنى

ويعود المبنى في تاريخ بنائه إلى أكثر من مئتي عام تقريبًا، حيث استخدم في بدايته مقرًا لمستشفى تل الزهور ثم انتقلت بلدية غزة للعمل فيه بعد نقل المستشفى إلى مجمع الشفاء الطبي، وقد بني المبنى على مرحلتين، حيث شُيِّد الجزء الأقدم من المبنى بطابق أرضي معقود وذلك في نهاية فترة الحكم العثماني بعد تفكيك خطوط سكة الحجاز الحديدية التي دفن جزء منها في أساسات المبنى القديمة، ثم استُكمل بناء الطابق العلوي في بداية القرن العشرين بحلول عام 1904 م مسقوفًا بجسور حديدية حاملة.

يشغل المبنى الحالي مساحة تقارب 320 متراً مربعاً بطابقين تتوزع فيهما الفراغات الإدارية والخدماتية، ويتميز بواجهة حجرية لا زالت محتفظة بطابعها المعماري الأصيل.

ويعد المبنى الآن مقرًا رئيسيًا لرئاسة بلدية غزة، ورغم أن عمره يزيد عن 200 عام إلا أنه لا يزال في حالة إنشائية جيدة، بنيت جدران المبنى بالحجر الرملي بجدران سميكة تصل سماكتها لمتر تقريبًا، وأما سقف المبنى فهو مُشيّد بقضبان معدنية ترتص من فوقها طبقات من الطوب.