بداية نترحم على شهدائنا الأبرار و ندعو الله بالشفاء العاجل لجرحانا البواسل و نشد على أيدي أهالينا الصامدين الصابرين المحتسبين بإذن الله ، أما بعد :

عدة ساعات من التهدئة أمس كشفت عن محرقة فاقت كل التوقعات ضربت المناطق الشرقية من المدينة في أحياء الشجاعية و الشعف فلم تعد الشجاعية هي الشجاعية، و الشعف هو الشعف لا أحيائهما و لا شوارعهما فمعالمهما تغيرت بشكل كبير، فبالإضافة إلى آلاف المنازل التي دُمرت بفعل آلة القصف و القتل الإسرائيلية، هناك تدمير كبير للبنية التحتية فيهما تتمثل في تدمير عدد كبير من آبار المياه بشكل كاملاً ، إضافة لتدمير شبكات المياه و الصرف الصحي و تدمير كامل لعدد كبير من الشوارع و شبكات الإنارة ، ناهيك عن استهداف العديد من مرافق البلدية مثل محطات الصرف الصحي و محطة المعالجة المركزية و آبار و خطوط مياه في مناطق متعددة من المدينة.

الأخوة الكرام :

عشرون يوما من القصف و التدمير المستمر، نتج عنه تدمير مربعات سكنية كاملة تم إزالتها عن خارطة المدينة، إضافة إلى هجرة عدد كبير من السكان قدر بـ 250 ألف نسمة من داخل المدينة و خارجها إلى الأحياء الداخلية و مراكز الإيواء، مما يزيد من استنزاف إمكانيات البلدية المنهكة أصلا، و يزيد من العبء الكبير على البلدية من حيث الخدمات الأساسية التي تقدمها، وقد شكل ذلك ضغطاً كبيراً على شبكة المياه و الصرف الصحي في ظل عدم توفر التيار الكهربائي الأمر الذي أدى لصعوبات جمة في توصيل مياه الشرب لكثير من أحياء المدينة، إضافة إلى تكدس آلاف أطنان النفايات في مركز المدينة، وقد بتنا نخشى أن يتسبب ذلك في مكرهة صحية و بيئية تضر بالمواطنين، إضافة إلى احتجاز 5 آليات لنقل النفايات في شرق المدينة و فشل جميع المحاولات مع الجهات الدولية لاسترجاعها.

إن هذا العدوان البربري الإسرائيلي قد دهم قطاع غزة في ظروف لم تتلق فيها البلدية أو أي من بلديات القطاع أي مساعدة لكي تستطيع أن تستمر في أداء عملها، وتقديم خدماتها في الحد الأدنى، غير بعض المساعدات المتواضعة التي تلقتها البلدية من بعض المؤسسات الدولية و العربية ، لكن حكومة التوافق لم تقدم حتى الآن أي معونات طارئة لبلدية غزة و باقي بلديات القطاع، حيث إن طواقمها العاملة تعمل على مدار 24 ساعة تحت القصف والاستهداف المباشر الذي أدى إلى استشهاد عدد كبير من الموظفين وتدمير منازل عدد كبير منهم، في وقت لا تستطيع البلدية تقديم أو صرف أي معونات أو رواتب لهؤلاء العاملين لكي يتمكنوا من الاستمرار في أداء عملهم حيث إن الجباية منعدمة، و لا يُتوقع أن يتحسن التحصيل لأربعة شهور قادمة كي تتمكن البلدية من أداء واجباتها.

و بناء على ما تقدم فإن بلدية غزة تؤكد على ما يلي :

·        إن ما يحصل في مدينة غزة و القطاع ككل هو تدمير ممنهج، فبالإضافة إلى استهداف الإنسان الذي هو أغلى ما نملك و منازل المواطنين، هناك استهداف ممنهج للبنية التحتية في قطاع غزة، و ما تم كشفه جزء من هذا التدمير و إن وقف العدوان لكفيل بالكشف عن مزيد من التدمير الإسرائيلي الذي يحتاج إلى مئات الملايين ليتم إعادة الاعمار مرة أخرى.

·        نطالب دولة رئيس الوزراء رئيس حكومة التوافق د. رامي الحمد الله بالمسارعة في تحويل مبالغ مالية لصالح بلدية غزة و بلديات قطاع غزة كمصاريف تشغيلية عاجلة و رواتب للموظفين و التقدير الأولي حوالي سبعة ملايين دولار.

·        نطالب المجتمع الدولي و العربي و المؤسسات العربية و الدولية الوقوف إلى جانب بلديات القطاع و تقديم العون و المساعدة لها لاستمرار عمل طواقمها و استمرار تقديم خدماتها.

·        نشكر كل من قدم المساعدة و العون لبلدية غزة و باقي البلديات في ظل الوضع الصعب و الراهن الذي تعانيه بلدية غزة.

      مرة أخرى نترحم على شهدائنا الأبرار و ندعو الله بالشفاء للجرحى البواسل و نشد على أيدي أهلنا الصابرين الصامدين .

                                                                         مع تحيات بلدية غزة

27 يوليو /2014  الموافق 29 رمضان 1435 هـ