عامان على المجلس البلدي
بقلم/ د. يحيى رشدي السراج
اليوم يكون قد مر عامان على استلام رئاسة مجلس بلدية غزة؛ جئنا فيه إلى البلدية برؤية طموحة حرصنا على أن تكون واقعية؛ وبأهداف وضعناها نصب أعيننا ونحن نعلم وندرك بشكل كامل الواقع الصعب والتحديات الجسام التي تقف في طريقنا، لكننا كنا مصممين على أن نحدث تغيرًا ولا نركن إلى الظروف والواقع الصعب.
إننا اليوم نشعر أننا قد أحدثنا فرقاً وحققنا جزءًا مما كنا نطمح فيه، ربما لم تسر الأمور كما كنا نخطط؛ وقد استعجلت الأحداث والظروف الصعبة مواجهتنا بدءًا من جائحة كورونا وليس انتهاءً بالعدوان الإسرائيلي الأخير في مايو الماضي.
قد تتوقعون مني استعراض انجازاتنا في هذه الفترة بجانب خططنا المستقبلية، ولكني سأترك ما انجزناه لما لاحظتموه من مشاريع وخدمات في الميدان، ولأسبوع كامل خططنا أن نخصصه لنلتقي مجتمعنا بكافة شرائحه وجهاً لوجه نسمع منهم ونسمعهم استكمالاً لسياسة البيت المفتوح الذي كان مدخلنا للمجلس البلدي.
في هذه المساحة القصيرة سأقتصر الحديث على تدخلنا الرئيس وما نحسبه إنجازًا مهمًا؛ لا يتعلق بمشروع أو تطوير خدمة، بل بتعزيز قناعات وتطوير سلوك.
لطالما آمنا بالعقد الاجتماعي وبأن الموظف العام هو خادم للوطن والمواطن، ويعمل وفق توجيهاته واحتياجاته، ورغم أسفنا لعدم توفر الظروف في وجود مساءلة ديمقراطية بالانتخابات، إلا أن هذا المبرر لم يثنينا عن ابتكار الوسائل والأدوات للاستماع للمواطنين، ووضع احتياجاتهم على رأس أولوياتنا، وتحقيق أكبر قدر من المشاركة والمساءلة الاجتماعية، فعملنا داخليًا على تطوير قناعات الموظفين والعاملين وأساليب العمل للارتكاز على مصلحة المواطن، وفتح قنوات الاتصال مع المواطنين لإشراكهم في التخطيط ومتابعة التنفيذ، وتقديم التغذية الراجعة بشكل حقيقي وممنهج، كما لم نفوت فرصة لتعزيز التواصل بين البلدية والمجتمع إلا واستثمرناها، أملا في الارتقاء بعمل البلدية وتحقيق أهدافها.
ما زلنا في بداية الطريق؛ لكن لدينا تصميمٌ ونهجٌ للمضي قدماً، وأمام أعيننا رؤية نصبو إلى تحقيقها، بأن تثمر عملية اشراك المواطن في صناعة القرار وتحديد الأولويات للوصول إلى الشراكة الكاملة بين المواطن والبلدية تؤدي إلى تبني المواطن للأهداف التنموية بشكل كامل، والوصول إلى القناعة الكاملة بالبلدية كمؤسسة خاصة به تعمل على خدمته.
واليوم نسعد بإطلاق أسبوع البيت المفتوح، خلال شهر اغسطس لتشريع أبوابنا لجميع المواطنين من خلال مجموعة من أنشطة المشاركة والمساءلة، ليكون دفة توجيه لأعمال البلدية المستقبلية ومحاسبتها على أعمالها.
وأسعد بدعوتكم جميعاً للمشاركة في أنشطة أسبوع البيت المفتوح على أرض الواقع أو في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، سنلتقي مع العديد من شرائح المجتمع بمختلف تخصصاته وسيتوج هذا الأسبوع بلقاء عام يجمع كل من يرغب في مساءلة البلدية حتى نستمر في العمل بروح الشراكة لبناء مدينتنا.