قسم الإعلام:

يقع "مكب نفايات اليرموك" وسط مدينة غزة، في منطقة عامرة بالسكان وعددٍ من المؤسسات الحيوية، وعلى شارعٍ رئيسٍ يسلكه يوميًا آلاف المواطنين الذين باتوا يحبسون أنفاسهم في لحظات مرورهم من تلك المنطقة بسبب الروائح الكريهة.

فقد سعت بلدية غزة على مدار سنوات طويلة لإيجاد حلول لهذه المعضلة وفق الإمكانات والموارد المتاحة، حتى أعلنت قبل أيام عن توقيع اتفاقٍ لبدء أعمال مشروع تطوير وتأهيل محطة تجميع وترحيل النفايات الصلبة في المدينة، والمعروفة بـ"محطة اليرموك".

معالجة المشكلة

ويشير مدير وحدة التخطيط والاستثمار بالبلدية م. ماهر السالم، إلى إجراء "البلدية في الفترة الأخيرة دراسات جادة لإيجاد حلول لشكاوى المواطنين تجاه المحطة، وعقدت ورشة عمل مع مختصين وخبراء في مجال الصحة والبيئة من كافة أنحاء القطاع، بحضور جهات ممولة، واتفق الحضور على تطوير محطة ترحيل وتجميع النفايات وسط المدينة وإعادة تأهيلها من جديد".

ويوضّح سالم أنّ البلدية سعت للحصول على تمويل لتطوير هذه المحطة، بما يتناسب مع المعايير الصحية والبيئية العالمية، وحصلت على موافقة من البنك الإسلامي للتنمية من خلال وحدة تنسيق المشاريع بوزارة حكم المحلي لتنفيذ تطوير المرحلة الأولى من هذا المشروع.

وبخصوص المرحلة الأولى، يبين سالم، أنهاّ "بدأت بتصميم المحطة واستغرق ذلك مدة زادت عن 5 شهور، تم فيها مراعاة جميع الجوانب الصحية والبيئية والعملية، ويشمل التصميم مبنى مكون من طابقين بمساحة ألف متر مربع، وبتكلفة إجمالية 950 ألف دولار".

وتشمل المرحلة الأولى إنشاء ساحة وقوف للمركبات وساحة خاصة بشاحنات التفريغ والتحميل، وهي مصبوبة بالخرسانة، إضافة إلى تشطيب المبنى كاملًا من الخارج، وجزئيًا من الداخل، حيث سيضم المبنى غرف للإدارة، وسيتم تركيب كاميرات للتحكم ومراقبة الخارج، أيضًا هناك العديد من الأنظمة التي سيتم تنفيذها في المشروع، إلى جانب إنشاء مخازن وقود تحت المبنى".

كما تشمل المرحلة الأولى الأعمال الأساسية لمحطة الترحيل، والواجهات الزجاجية والأسوار التي تخفي معالم المحطة.

ويلفت سالم النظر إلى وجود إزاحة للمحطة باتجاه الشمال حوالي 60 مترًا، حتى تكون المحطة بعيدة عن نظر المواطن من شارع الوحدة، كما أن مدخلها سيكون من الجانب الملاصق لمقر المحكمة القائمة.

مراحل العمل

وعن تنفيذ المشروع، يؤكّد سالم، أنّ العمل انطلق في منتصف فبراير الجاري بعد ترسيته على شركة الخيسي، فيما تبلغ مدة المشروع ستة أشهر، مبينًا أن "المشروع جاء استجابة لمطالب المواطنين القاطنين في المنطقة بضرورة إيجاد حلول لمشكلة انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض في محيط المحطة".

تسعى البلدية لجلب تمويل آخر لاستكمال باقي أعمال المرحلة الأولى مثل أعمال التشطيبات وتركيب البوابات والأسوار والساحة الخارجية وموقف السيارات، إضافة إلى تمويل المرحلة الثانية في بناء 4 طوابق متعددة خاصة بالإدارات الخدماتية مثل دائرة الصحة والبيئة ودائرتي المياه والصرف الصحي، وإدارة الكراج.

وحول كمية النفايات التي تنتجها مدينة غزة، يبيّن سالم، أنّها "تتراوح بين 500 إلى 600 طن بشكل يومي، ويورد منها إلى محطة الترحيل حوالي 300 طن يوميًا، حيث يقدر إنتاج الفرد من النفايات نصف كيلوغرام، حيث يتم تجميعها من المنازل ثم نقلها إلى مكب النفايات في منطقة جحر الديك"، ويشير إلى أنّ" أكثر من 300 ألف نسمة في المدينة يستفيدون من تلك المحطة".

وتأتي هذه الجهود من بلدية غزة للحد من المخاطر البيئية الناجمة عن تلك النفايات، ولضمان السلامة الصحية والبيئية للمواطنين، ولجعل المدينة أكثر جمالًا بما يخدم أفرادها.