قسم الإعلام:

يعد مركز الأطراف الصناعية التابع لبلدية غزة المركز الوحيد على مستوى القطاع الذي يقدم الخدمة لذوي الإعاقة في الأطراف السفلية والعلوية الناتجة عن إصابات الحرب أو عن التشوهات في الولادة أو الإصابة بفعل الحوادث التي تعرضوا لها .

و شهد مركز الأطراف الصناعية خلال الأعوام الخمسة الماضية نقلة نوعية على صعيد توسعة المكان و زيادة كفاءة الطاقم البشري و تحسين إنتاج الأطراف الصناعية، حيث بات يقدم الخدمة لـ3000 حالة سنوياً.

ويمثل الإنجاز الأهم للمركز خلال عام 2013 – وفقاً لمدير المركز حازم الشوا – تمكنه من إنهاء قوائم الإنتظار التي يحتاج لها المريض حتى يحصل على الخدمة اللازمة له ، مبيناً أن المريض أصبح يحصل على خدمات المركز التي يقدمها في نفس اليوم الذي يأتي به.

ومنذ إنشاء المركز في العام 1976 م عمل المركز على تقديم الخدمات المختلفة لمساعدة المرضى وتدريبهم على استخدام الأطراف الصناعية التي تعينهم على العودة للمارسة حياتهم الطبيعية.

 

وحسب الشوا فإن نتيجة الحربين التي شنتهما قوات الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في عامي 2008م و2012 م أن  زادت الحالات المحتاجة للعلاج بفعل حالات البتر في الأطراف الناتجة عن القصف، مما أدى إلى زيادة  في الأعباء الملقاة على عاتق المركز.

وكشف مدير المركز عن أنه ومنذ بداية العام الحالي تمكن مركز الأطراف من تقديم 86  طرف صناعي لحالات بتر في الأطراف السفلية والعلوية " و يعمل حالياً على إنجاز 23 طرف جديد، سيتم الإنتهاء من تقديمهم للمرضى في نهاية الشهر الحالي".

ولفت الشوا إلى أن ذلك يعد إنجاز مهماً في سرعة تقديم الخدمة مقارنة  بالأعوام السابقة حيث تم تركيب 120 طرف صناعي فقط.

جودة وتميز

و أوضح الشوا أن الهدف الأساسي هو تقديم خدمة ذات جودة عالية تضاهي أفضل المراكز المشابهة في الشرق الأوسط لذوي الإعاقة في الأطراف السفلية والعلوية، مشيراً إلى أن المركز يعمل على مدار أيام الأسبوع لخدمة المرضى والمراجعين، مبيناً أن المركز يقدم للمحتاجين من ذوي الإعاقة خدمة الفحص الطبي من خلال الطبيب المختص وتزويد الأطراف الصناعية والسواند البلاستيكية الخاصة بهم.

ولفت إلى أن المركز به 8 خبراء في مجال الأطراف الصناعية تقلوا دورات في مجال صناعة وتركيب الأطراف الصناعية بالمركز الدولي  في الهند، إضافة لوجود 3 فنيين في مجال تركيب الأطراف والتدريب على استخدامها .

 

وأشار أن الطاقم الفني للمركز يعمل تحت إدارة فنية فلسطينية يساندهم 3 خبراء من منظمة الصليب الأحمر الدولي في جنيف.

وفي مجال الأجهزة المساعدة كشف الشوا أن المرضى يحصلون عليها بعد الكشف الطبي مباشرة  بمساعدة من منظمة الصليب الأحمر في قطاع غزة  التي تقدم المساعدة للمواطنين من سكان القطاع بينما يحصل عليها اللاجئون من خلال المراكز الطبية التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ( الأنروا ).

خطط وتواصل

وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية لتطوير الخدمات في المركز أوضح الشوا أن العمل جاري على إعداد دراسة لتطوير الأطراف الصناعية باستخدام مواد ذات تقنية عالية لمساعدة المرضى على التكيف مع واقع الإصابة وعدم وجود صعوبة في استخدامها .

وبين أن المركز يتواصل مع الصليب الأحمر الدولي  وبلدية ترومسو النرويجية، ولجنة المعاقيين الدوليين في فرنسا التي نفذت مشاريع مشتركة مع المركز في الأعوام الماضية، و كذلك الإغاثة الإسلامية عبر العالم للحصول على الدعم الفني اللازم لتقديم الخدمات لذوي الإعاقة، منوهاً إلى أن أصحاب حالات البتر في الأطراف العلوية تلقوا الدعم الفني من خلال صندوق الإئتمان الدولي في جمهورية سلفونيا .

وأضاف الشوا أن المركز أصبح يقدم الخدمة لثلاثة آلاف مريض من ذوي الإعاقة في الأطراف على مستوى كافة محافظات القطاع، موضحاً أن ذوي التقييمات في الأطراف هم الفئة الكبرى المستفيدة من خدمات المركز .

جودة عالية

من ناحيته أشار رئيس قسم الأطراف الصناعية بالمركز نبيل فرح إلى أن القسم يعمل على تلبية كافة الأطراف الصناعية والأجهزة المساندة للمرضى الذين يرتادون المركز، موضحاً أن بعض الأطراف يتم صناعتها محلياً في الورشة الفنية التابعة للمركز كأجهزة الشلل، والسواند البلاستيكية، و أخرى يتم تجميعها من خلال الطواقم الفنية العاملة في الورشة . وأضاف أن صناعة الأطراف وتركيبها تتم بجودة عالية  مقارنة بالدول المجاورة.

بدورها قالت أماني الحداد أخصائية العلاج الطبيعي بالمركز أن المرضى يتلقون التمارين العلاجية الخاصة بتقوية العضلات قبل استخدام الأطراف بغرض التعود عليها من قبل المريض . وبينت أن القسم يقدم  الخدمة  لعدد 5 إلى 7 حالات يومياً بواقع 235 جلسة شهريا، بحيث يتم تدريبهم على استخدام الأطراف السفلية والعلوية  .

تحسن وإشادة

من جانبه قال المريض جهاد أبو طعيمة 20 عام  من سكان مدينة خان يونس والذي يعاني من بتر في إحدى قدميه نتيجة إصابة عمل،  أنه يأتي للتدريب في المركز ثلاثة أيام أسبوعياً بغرض التعود على استخدام الطرف الصناعي الذي منحه له المركز ، مشيراً إلى أن يحتاج إلى ثلاثة أسابيع من التدريب  لاستخدمه بالطريقة الصحيحة .

وأشاد بالخدمات و المساعدات الفنية والعلاج الطبيعي الذي حصل عليها من المركز خلال العلاج الذي يتلاقاه على مدار عام ونصف العام .

 

من ناحيته قال المواطن أكرم أبو هربيد 50 عام من مدينة بيت حانون والذي يعاني من بتر في قدمه اليمنى أصيب بها خلال الحرب التي شنتها قوات الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2008 م أنه يتلقى العلاج والتدريب في المركز منذ إصابته، موضحاً أنه حصل على كافة الإحتياجات اللازمة له من الأدوات المساندة والأطراف الصناعية من خلال المركز .

وكشف أبو هربيد أنه يشعر بتحسن كبير نتيجة العلاج الطبيعي الذي حصل عليه بغرض استخدام الطرف الصناعي الذي مكنه من السير على قدميه .