مكتبة بلدية غزة.. جهود حثيثة لاستعادة دورها رغم الدمار والعدوان

إعلام البلدية 

 

حول الاحتلال الإسرائيلي المكتبة العامة التابعة لبلدية غزة من مكان وملتقى للقراء والمبدعين إلى خراب بعدما استهدافها بالقصف المباشر في بداية العدوان وحرب الإبادة ضمن سلسة استهدافه للمراكز الثقافية والتعليمية والأماكن الأثرية في المدينة.

ولم تنجو مكتبة بلدية غزة التي كانت تضم نحو 50 ألف كتاب وعنوان ومرجع، وكذلك مكتبة ديانا تماري صباغ في مركز رشاد الشوا التي تعرضت أيضا للتدمير الكلي والشامل والتي كانت تضم آلاف الكتب والعناوين، وكذلك مركز اسعاد الطفولة التابع للبلدية.  

وتأسست المكتبة العامة عام 1999، وتضم نحو 50 ألف عنوان من الكتب والمراجع المتنوعة، والتي تعد من أبرز المؤسسات الثقافية في المدينة وعلى مدار أكثر من عقدين، احتضنت المكتبة فعاليات أدبية ومجتمعية، وقدمت خدمات معرفية وتعليمية لطلبة الجامعات والمدارس والباحثين. 

وكانت المكتبة تشكل فضاءً حيوياً للثقافة والتعلم، واستضافت بشكل منتظم دورات تدريبية، وفعاليات أدبية، وأمسيات ثقافية، إلى جانب تقديم خدماتها لآلاف الزوار من مختلف الفئات؛ مما جعلها مركز تفاعلي للمعرفة والوعي المجتمعي. 

وألحق القصف الإسرائيلي للمكتبة أضراراً جسيمة بالمبنى، خاصة قاعة "بيت الطفل"، ما جعله غير صالح للاستخدام في الوقت الراهن، وأدى إلى فقدان عدد كبير من الكتب وتوقف الأنشطة الثقافية والخدمية، إلى جانب تحويل بعض المرافق إلى أماكن لإيواء النازحين خلال التصعيد الأخير.

وتبذل إدارة المكتبة جهودا حثيثة لإعادة إحياءها تدريجياً، بدءاً من فرز وتنظيف الكتب المتبقية، والعمل على ترتيبها داخل المكتبة لتسهيل الوصول إليها، مع إعادة تشغيل خدمة الإعارة بما توفر من محتوى صالح للاستخدام.

وفي إطار دعم الجوانب التعليمية، تم تخصيص مساحة داخل المكتبة العامة بالتعاون مع مركز إسعاد الطفولة لتكون بيئة تعليمية مؤقتة مخصصة للأطفال النازحين، بهدف مساعدتهم على مواصلة التعليم في بيئة آمنة نسبياً في ظل توقف العملية التعليمية الرسمية.

وتؤكد البلدية أن العدوان وحرب الإبادة والحصار المفروض على قطاع غزة ونقص الموارد يمنع من إعادة تأهيل المكتبة بالشكل المطلوب، مطالبةَ المنظمات الثقافية الدولية ومنظمة الثقافة والعلوم الدولية التابعة للأمم المتحدة " اليونسكو" بضرورة التدخل وإنقاذ الأوضاع الثقافية والتعلمية في المدينة.